🎈 الإحساسات الأولى
- Areej
- Jan 25, 2019
- 4 min read

صباح يوم الأحد المشمس في منتصف سبتمبر الساعة السادسة اصحو على صوت أمي إستيقظي أريج هيا مدرسة ضحكت اقصد جامعة هيا بسرعة إبتسمتُ ثم جلست على السرير انظر الى الأرض افكر لم انم سوا ساعتين لكني سعيدة اليوم هو أول يوم في حياتي الجامعية قبل اسبوع اكملت ١٨ واليوم أول يوم جامعة الآن أنا كبيرة بما فيه الكفاية لخطوة جديدة في حياتي لبست ملابس الجامعة واخذت صورة تذكارية لي وانا مبتسمة كعادتي احب الصور التذكارية كل مرحلة جديدة يجب أن توثق بصورة لا تُنسى ، بعد الإفطار اخيراً ركبت السيارة متجهه الى الجامعة طوال الطريق اُفكر كيف ابهر الأساتذة وكيف أُثبت جدارتي عندهم فالإنطباع الاول هو الأهم كنت محملة وقتها بنصائح من كل الذين قابلتهم عن اليوم الأول ، فيما تبقى من الطريق ضللت اكرر أدعية قالتها لي أمي قبل خروجي من البيت لبداية سنة جديدة كلي حماس الآن وبعد ان لاح لي وجه الجامعة ودخلت الى حدودها ياإلهي كبيرة تلك الجامعة سأتوه في هذا الصرح لا محالة دخلت من البوابة واذا بالأمن تصرخ "افتحي عباتك وابرزي بطاقتك "صوت صاخب جداً ابرزت لها بطاقتي علها تخفف صوت البوق الذي في حنجرتها وعدوت الى الأعلى حيث الكليات نظرت وأنا في كلية اللغات كيف اصل الى كلية العلوم الان اتسأل ! جلست امشي كغنمة تائهه لم يتغير الأمر في الحقيقة كنت في الثانوي غنمة تعرف الاماكن اما الان تائهه نظرت الى الفتيات أشعر أن الجميع يعرف أنني امشي بلا هدف الى المجهول استوقفت فتاة أريتها جدولي علها تدل تلك الغنمة على مكانها جلست تنظر لي وابتسمت " امشي سيدة لين تجيك اخر كلية هذي الي تبينها" لم اصدق خبراً مشيت بثقة الآن أنا اعرف المكان مشيت قرابة الربع ساعة راودني شعور بإنني عبرت كل كليات العالم الا كلية العلوم البائسة تلك واخيراً بعد شق الانفس وصلت الى الكلية المنشودة وجدت الإمن تجلس على مكتب صغير امام الدرج سألتها من أين الطريق الى هذا الفصل قالت ليس في هذة الكلية طبعاً انتي في كلية السنة التحضيرية
ياإلهي يجب علي العودة من نفس الطريق
عدت الى نفس الكلية التي وجدت فيها الفتاة في بداية الطريق لو كنت أحفظ شكلها لصفعتها كان من الافضل أن تخبرني الطريق الصحيح من البداية المهم وبعد ربع ساعة اخرى وصلت الى الفصل او -كلاس كما يجب ان اسمية وفقاً لتعاليم طالبات الجامعة-
سالتُ الفتاة شعبة 1h4 ؟
قالت :نعم ؛ جلست معها لفترة ليست بطويلة يبدو ان الدكتورة لن تحضر قالت ولم تكمل حتى دخلت اختها التي تكبرها بسنتين "الشعبة غلط اطلعو" ثم اخذتنا الى الشعبة المعنية دخلنا واذا بالدكتورة تشرح
أوجست في نفسي خيفة منها أليس من المفترض ان تعرف بنفسها سالتُ الفتاة بجانبي ردت من المفترض لكنها لم تفعل ، قاطعتنا الدكتورة بسؤال عن التوزيع الطبيعي للعناصر الكيميائية اعرف هذا السؤال اتذكرة من استاذة الكيمياء في الثانوي فرصتك الان لتثبتي نفسك وتأخذ عنك إنطباع أول جيد أحدث نفسي وخيالاتي اوصلتني الى انني معيدة الان من كثرة النجاحات التي تعقب حل تلك المسألة رفعت يدي و إختارتني
اسمك؟ قلت أريج هيا يا أريج حلي المعادلة
أنهيت الحل وابتسمت بثقة ردت الإبتسامة وقالت بالضبط هذا هو الحل الخاطئ توقعت ذلك منكن واخذت تضحك اجلسي مكانك عُدت الى مكاني محملة بالاسى يبدو أنني هدمت الانطباع الاول تباً لتلك المقاطع التي تدور بيننا قبل الدخول الى الجامعة عن الإنطباع الاول وكيف تثبتين نفسك يبدو انني سحقت نفسي شر سحقة
انتهت المحاضرة وعرفت الدكتورة بنفسها في الاخير
ثم ذهبتُ للمحاضرة التالية مباشرة بدأت الأستاذة تشرح التفاضل والتكامل أحسست بغصة لم أفهم كلمة واحدة مما تقول أسأل نفسي لماذا لا تتكلم بالعربي! المادة صعبة كما يبدو ، تكلمت الفتاة بجانبي قالت من الواضح إنكِ مستجدة سأُخبرك بمعلومة من المستحيل ان تمري بالمادة من المرة الاولى وكأن هذا ماكان ينقصني فقط فجاءة شعرت وكأن أحد جلس على صدري لا أستطيع التنفس على إثره لم ارد عليها إكتفيت بالإيماء انتهت المحاضرة وإذا بي ارى فتاة من ثانويتي العزيزة هرعت اليها سألتها كيف يومك الاول قالت سيء هيا بنا الى المطاعم انا جائعة، اكملت معها السير وانا اتحدث عن يومي وهي تتحدث عن يومها الى أن وصلنا الى مجموعة مطاعم أحسست اني متعبة لأنتظر طابور طويل فذهبت الى الاقل صفاً ووقفت طلبت ثم اخذت طلبي انا وصديقتي بدأنا بالاكل ثم نظرنا بنفس اللحظة الى بعضنا البعض لهذا السبب لم يكن أحد غيرنا في الطابور إنه اسواء اكل اكلته على الإطلاق تركته على الطاولة ولم أكملة سرحت في طالبات الجامعة اللواتي يضحكن بين كلمة واخرى على شيء لا يثير رغبة الشخص بالضحك كيف تخلصوا من نفس الاحباط الذي يعتريني الان كيف استطاعو ان ينتقلو من مرحلة لإخرى في الجامعة لابد أنهم عباقرة هذا الزمن كيف لهم أن يفهموا كل تلك المواد غريبة الاطوار قاطعتني صديقتي أريد ان انام قلت وأنا ايضاً نظرت الى الساعة ثم قلت هيا بسرعة اذا جلسنا نحدق بالطالبات سنفوت المحاضرة التالية لا محالة
ذهبنا الى كلية اللغات لمحاضرة الإنقليزي الاخيرة لهذا اليوم الكئيب التي تمتد لأربع ساعات لم افهم منها شيء او بالأحرى لم اركز عليها كان تركزي منصب على كيف اكبح دموعي عن الظهور امام هذا الحشد من الفتيات اللواتي لا اعرفهن
انقضت المحاضرة الساعة٤:٢٠ مساءً
أسرعت الى السيارة كالهاربة من كابوس ركبت اخذت نفس عميق ثم لم انطق بعدها ولا بكلمة واحدة حاولت كبح نفسي عن البكاء فكل ما تمنيته وقتها أن يكون هذا اليوم حلم وإنني الى الان في ثانويتي الجميلة لم يطل بكائي سوا ساعة الطريق تلك ، عند وصولي الى المنزل قبيل المغرب وجدت أمي جالسة على درج المنزل تنتظرني إبتسمت قالت كيف كان يومك الأول اقسم لكم يارفاق حاولت أن انطق بحرف من التفاؤل لكن فاض شلال الدموع بحضن أمي أقول لها وانا ابكي ليست مثل الثانوية بكت امي الاخرى وحاولت تلطيف الجو فضحكت قالت لي اختك
دخلت الجامعة قبلك ولم تبكي مثلك اخيك كان اليوم اول يوم له في المدرسة ولم يبكي كانت تريد التخفيف
عني لأضحك سردت لأمي تفاصيل يومي كل شيء رأيته وشعرت به هذا ما كان يسلي أمي أيام الدراسة قصصي الصغيرة التي يجب ان تنصت لها بلا كلل او
ملل ذهبت للنوم بعدها راودتني كوابيس كثيرة لكن ما كان يعزي قلبي هو شعوري بيد أمي وهي تقرأ علي بعض الادعية وانا نائمة.
الان وبعد سنه من الإحساس الأول لا يزال ذلك الشعور يطوف لي بداية اول يوم واكبحة .
واخيراً إن تعلمت شياءً في السنه الماضية سيكون كيف أظهر ماليس في قلبي كأن ابكي من داخل واضحك من الخارج 🏃🏻♀️🕸
コメント