بعض الورود تأتي من السماء

أكتب لكم هذه التدوينة بسرور غامر كشعور أولي،

قصة اليوم حدثت قبل 22 عاماً من الآن، اللحظة التي بدأ فيها الأريج ينتشر من المستشفى الى الشارع وصولاً إلى بيت طفولتي وعائلتي،

كنت اتسائل كما أعهد نفسي دوماً عن اصل الاشياء، ولم يخطر لي أن اسأل كثيراً عن أصل اسمي؟

مرةً سألت أمي عن هذا الأصل لأعرف من أكون في بداية الأمر..

فقالت لم يكن مقدر لك حين ولدتِ أن تكوني أريج كما الآن، فزاد فضولي لمعرفة القصة أكثر، وسألتها كيف؟

قالت حين أتت أختك الكبيرة وسميناها "نجود" تمنينا أن تكون أختها بذات الطريقة، نون وجيم وشيء صحراوي،

فلم نجد مثل اسم "نجلاء" فرغم حلاوة الاسم بالعربية الفصحى الذي يعني العيون الواسعة والجميلة إلا أن اعتراضاً من قاموس البادية جاء لنا من السماء ليخبرنا أن معنى الاسم لديهم هو العاصفة الهوجاء، ورغم ذلك آثرت أن أبقى على رأيي،

فأصحاب البادية يحرفون كل جميل. وأتذكر أني اتفقت مع أبيك على ذلك، الفتاة ستأتي هذا الشهر ومقدر لها أن تكون نجلاء و وافقها أبي رغم تزعزعه من الداخل لميله الى البادية في احيان كثيرة، جاء اليوم الموعود صباح الإثنين في وسط قيظ جمادى الآخر حيث وقعا أمي وأبي امام مفترق اختيار، فضل أبي يلح على أمي أليس جديراً بأن نبتعد عن العواصف ونختار اسماً آخر؟ نجد مثلاً مفردة لأختها؟ فأبت أمي الاأن تبقي على نجلاء، فذهب أبي يائساً ظهر اليوم ذاته ليسميني بذلك، وأراد مرة أخيرة أن يتأكد فاتصل بأمي قائلاً "ماهو الاسم للمرة الأخيرة؟" قالت قلت لك مراراً "أريج"

فذهل أبي! أريج؟ لم اسمع به قبلاً!

قالت بغضب والايام الطوال التي كنت اقنعك بها؟

فرد لم تذكري ذلك أبداً! لكن حسناً سوف اسميها أريج.

وانقطع الخط بينهما، حتى أردفت خالتي التي تجلس قرب أمي بعد الولادة.. جميل اسم أريج كيف خطر في بالك؟

فردت أمي أنا قلت أريج؟ فضحكت خالتي نعم قلتي! حاولت أمي تدارك الأمر لتعيد أبي الى جادة الصواب حيث نجلاء لكنه كان قد قضي الأمر وسُميت أريج🌺.

لذلك دوماً أقول واتباهى أن من سماني هو ربي حين انزل أسمي من السماء و لم يسميني أحد، فكان هذا مصدر سعادتي منذ البدء